ومنه ماضٍ عن مضارعٍ وُضع لكونه محققًا نحو ... ، ومنه يعني: من الخروج عن الظاهر لأن الظاهر يأتي بالفعل المضارع لأنه مستقبل أو حال، ومنه ماضٍ يعني: فعل ماضٍ، عن مضارعٍ وضع لكونه محققًا نحو هذه {((((((((مَنْ فِي (((((((((((((} [النمل: 87]، إذن قوله: (قَالَ) نقول: هذا لفظٌ ماضٍ لكنه من جهة المعنى مراد به الاستقبال (قَالَ الْفَقِيرُ) هذا فاعل الفقير فعيل بمعنى المفتعل فقيرٌ بمعنى مفتعل، والأصل في فعيل أن يكون صيغة مبالغة أو صفةً مشبهة أو صفة مشبهة، صيغة مبالغة أن يدل على الكثرة، والصفة المشبهة أن يدل على اللزوم، وعلى القول بجواز حمل المشترك على معنييه وحملنا اللفظ على معنيين نقول: (قَالَ الْفَقِيرُ) الفقير أي كثير الفقر ولازمه، كثير الفقر ولازمه، إن عبرت بالصيغة المبالغة فقط دون الصفة المشبهة تقول كثير الفقر إنما تقول فلان من حار أي كثير النحر وليس بلازم أن يكون مضطردًا معه في سائر الأحوال وإذا عبرت بـ (قَالَ الْفَقِيرُ) وأردت به الصفة المشبه حينئذٍ يكون لازم الفقير، (قَالَ الْفَقِيرُ) ما المراد بالفقير؟ هنا له استعمالات كثيرة في اللغة اللائق هنا أن يكون بمعنى المحتاج (قَالَ الْفَقِيرُ) يعني: المحتاج إلى من إلى الله من خ إلى الله هو ما فقال الفقير إلى الله للعلم به حُذف الجار والمجرور المُتعلِّق حذف للعلم به لماذا حذف؟ للعلم به ما وجه العلم نقول: كون الفقر وصفًا لازمًا للعبد الفقر والحاجة إلى الله هذا وصفٌ لازم لا ينفك عن المخلوق في حالٍ من الأحوال لما كان هذا الوصف بهذه المرحلة من هذه المنزلة جاز حرف الجار والمجرور، لذلك قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:
والفقر لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبدا ** كما الغنى أبدًا له وصف ذات
والفقر لي يعني: المخلوق
والفقر لي وصفُ ذاتٍ لازمٌ أبدا ** كما الغنى أبدًا وصف له ذات
كما أن صفة الغنى لله عز وجل صفة ذاتية لازمة لا تنفك عن الذات في حالٍ من الأحوال، كذلك نقيضها وضدها وهو الفقر، صفة لازمة للعبد المخلوق لا تنفك عنه في حالٍ من الأحوال، الفقر هذا المراد به الفقر المعنى لأنه قد يكون الفقر فقراً حسيًا، وهو الذي اختلف العلماء في الفرق بينه وبين المسكين، وقد يكون فقرًا معنويًا على ما ذكرناه {(((((((((((النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} [فاطر: 15]. {(((((((الصَّدَقَاتُ ((((((((((((((} [التوبة:60] هل هو بمعنى؟ {(((((((الصَّدَقَاتُ ((((((((((((((} معنوي أو حسي؟ حسِي لو كان معنا لكان الجميع أهلاً للزكاة. {((((((الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ ((((((((((((((}] محمد:38]. المراد به الفقر المعنوي لذلك عبر عنه ابن القيم رحمه الله في ((مدارج السالكين)) قال: {وحقيقته ـ أي الفقر الذي هو الصفة المعنوية ـ وحقيقته دوام الافتقار إلى الله في كل حال دوام الافتقار إلى الله تعالى في كل حال وأن يشهد العبد في كل ذرةٍ من ذراته الظاهرة والباطنة فاقةً تامةً إن الله تعالى من كل وجهٍ}. بمعنى: أنك تنظر في حركاتك وسكناتك لا يمكن أن يحصل لها توفيق ولا إعانة ولا وجود أصلاً إلا بالله عز وجل.