هذا الناس المراد به العلماء المجتهدون (وَتَابَعَتْهُ النَّاسُ) يعني: تابعت العلماء الأفاضل المجتهدون الشافعي في التأليف في أصول الفقه، فكتبوا كتبًا كثيرة (حَتَّى صَارَا) (حَتَّى) هذه ابتدائية (حَتَّى صَارَا) وهي التي يليها جملة فعلية أو اسمية تكون غاية لمضمون ما قبلها، غاية لمضمون ما قبلها {حَتَّى عَفَواْ} [الأعراف: 95] هذا على رأي الجمهور أن حتى إذا تلاها فعل ماضي جملة ماضية أن حتى ابتدائية عند ابن مالك رحمه الله أنه يُقدر بعدها أن فتكون جارة مثل {حَتَّى مَطْلَعِ} [القدر: 5] {حَتَّى عَفَواْ} حتى عفوهم حتى صار حتى صيرورة ما كتبوه لكن ابن هشام رحمه الله في ( ... ) يقول: لا أعلم له سلفًا، أن يقدر أن مضمرة بعد حتى إذا تلاها فعل ماضي، يقول ابن هشام: إنني لا أعلم له سلفًا وفيه ارتكاب لضرورة بلا ضرورة، وهو التقدير ولا نحتاج إلى التقدير، الحاصل أن حتى هنا ابتدائية على قول الجمهور، لأنه تلاها فعل ماض وعلى قول ابن مالك حتى جارة (حَتَّى صَارَا) حتى أن صارا، حتى صيرورة ما ألفوه وكتبوه في علم أصول الفقه كتبًا كثيرة، التنوين هذا للتكثير والتعظيم (كُتْبًا) هذا جمع كتب الأصل وسكنت التاء هنا، لماذا؟ لم؟ هو النظم لا يتم إلا بهذا، لكن في مثل هذا التراكيب نقول: فُعل مفردًا وجمعًا يجوز تخفيفه لغةً، ما كان على وزن فُعُل بضمتين بضم الفاء والعين، سواء كان مفردًا أو جمعًا يجوز تخفيفه بتسكين عينه، كما قيل في عُنُق عُنْق كُتُب كُتْبُ هذه لغة تفريعيه وتميم يفرعون كثيرًا في الأوزان يفرعون كثيرا في الأوزان. (كُتْبًا) هنا اجتمع فيه الضرورة، ضرورة الوزن وأنه جاء على وصف لغة صحيحة تميمية فحينئذٍ لا نقول: إنه من باب الضرورة، لأنه قبيح وإنما نقول: هو لغة إذن (كُتْبًا) سكنت التاء هنا لغة تفريعية عند بني تميم (كُتْبًا) جمع كتاب والكتاب كما هو معلوم أنه فعال بمعنى مفعول سمي الكتاب كتابًا من الْكَتْبِ وهو الجمع لأن معناه في اللغة الضم والجمع يقال: تَكَتَّبَ بنو فلان إذا اجتمعوا.