(كُتْبًا صِغَارَ الْحَجْمِ أَوْ كِبَارَا) يعني (صَارَا) الضمير يعود إلى أصول الفقه لا ليس إلى أصول الفقه (حَتَّى صَارَا) الألف للإطلاق والضمير هنا نعم جيد أحسنت التدوين أحسنت لكن أين هو التدوين؟ ما قال التدوين؟ قال: (دَوَّنَا)، هذا من باب {اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8] هو: أي العدل، لأن الضمير لا يعود إلا على الأسماء فإذا قيل: (صَارَا) هو يعود إلى دون ودون فعل ماضي، كيف عاد الضمير على فعل ماض والضمائر لا تعود إلا إلى الأسماء لا تعود إلا على الأسماء؟ لأنه من علامات بل من أبرز علامات الأسماء، نقول: هذا من باب {اعْدِلُواْ هُوَ} أي: العدل إذن عاد على جزء من أجزاء الفعل وهو المصدر والمصادر أسماء دون هذا متضمِّن للتدوين حتى صار التدوين والتأليف (كُتْبًا) هذا خبر صار (صِغَارَ الْحَجْمِ) كتبًا هذا مجمل لأن الكتاب قد يكون كبيرًا وقد يكون صغيرًا قال: (صِغَارَ الْحَجْمِ)، هذا يسمى بدل بَدل مفصل من مجمل لذلك نصب بدل منصوب منصوب (صِغَارَ الْحَجْمِ) ما المراد بالحجم؟ قيل: الحجم من الشيء ملمسه الناتئ تحت يدك هذا الحجم ملمسه الناتئ تحت يديك يعني: الذي وضعت عليه يدك الذي تلمسه وهو ناتئ الشيء بارد هذا هو حجم الشيء، وقد يكون كبيرًا وقد يكون صغيرًا (صِغَارَ الْحَجْمِ أَوْ كِبَارَا) أو هذه للتنويع، إذن بين لك أن الكتب التي ألفت متابعةً للإمام الشافعي رحمه الله منها ما هو صغير الحجم قليل، ومنها ما هو كبير الحجم، ولذلك قُدم هنا الصغار على الكبار، لم؟ لأن الصغار وسيلة إلى الكبار، ولا يمكن أن يؤتى أن يؤتى إلى الكبار ثم يوصل منها إلى الصغار وإنما الصغار ألفت للكبار، والكبار ألفت للصغار، ولما كان هذا الكتاب للمبتدئين، أراد أن ينظِم كتابًا يكون حسنًا للمبتدئ، ونظم الناظم فإذا به لم يجد إلا كتاب الورقات فقال:
وَخَيْرُ كُتْبِهِ الصِّغَاِر مَا سُمِي**بِالْوَرَقَاتِ لِلْإِمَامِ الْحَرَمِي
(وَخَيْرُ كُتْبِهِ) (وَخَيْرُ) يعني: أحسن وأفضل، خير هذا أفعل التفضيل وزنه أفعل، أين الهمزة؟ نقول: حذفت لكثرة الاستعمال خير وشر أصلها أخير وأشر قال ابن مالك:
وغالبًا أغناهم خير وشر ** عن قولهم أخير منه وأشر
وغالبًا أغناهم خير وشر ** عن قولهم أخير منه وأشر
إذن خير بمعنى أفضل وأحسن وأخصر
(وَخَيْرُ كُتْبِهِ) يعني: كتب أصول الفقه صغار دون الكبار (مَا سُمِي) يعني: ما سمي سُكنت الياء هنا للوزن (مَا سُمِي) أي: المسمى، ما هذه موصولة وسمي صلتها والموصول مع صلته في قوة المشتق إذن خير كتبه الصغار المسمى بـ ((الورقات)) الكتاب المسمى بـ ((الورقات)) ورقات هذا جمع قلة لماذا قلنا جمع قلة؟ لأنه جمع مؤنث سالم.
وما بتا وألف قد جمعا
هذا جمع مؤنث سالم، وهو من جموع القلة؛ جموع القلة ثلاث ثلاثة أنواع لا رابع لها عند اللغويين: جمع المذكر السالم، جمع المؤنث السالم، أربعة أوزان من جموع التذكير.
أَفْعِلَةٌ أَفْعُلُة ثم فعلة ** تمت أفعال جموع قلة