الورقات التي حددت لهذا الدرس هي تعتبر للمبتدئين، وأصول الفقه، وكتبه، كما سيأتي في نشأة هذا الفن أنها توالت المؤلفات من صغار الحجم ـ كما ذكر ـ، وبعضها كبار، لكن المبتدئ اختير له هذا المتن وهو ((الورقات)). والأفضل أنه نثر لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني أبي المعالي الجويني هو شافعي رحمه الله، ولكن لكون مادة هذا المتن يكاد يكون متفق عليها في الجملة لذلك توالى عليه شرحًا وتدريسًا وحاشيةً الحنفي، والمالكي، والشافعي، ولا إشكال والحنبلي، لذلك أكثر شراحه من المذاهب الأربعة عمومًا تجد المالكي شرحه، وتجد الحنفي أيضًا علق عليه وحشى، وكذلك الحنبلي، لماذا؟ لكون مادة هذا الكتاب في الجملة هي مما اتفق عليه الأئمة الأربعة، فأصول الحنفي لا تخالف أصول الشافعي في الجملة، وأصول المالكي لا تخالف أصول الشافعي في الجملة، وكذلك الحنابلة، فحينئذٍ نقول اختير هذا الكتاب من أجل أن يتبصر به طالب العلم المبتدئ، وكما تعلمون أن النظم هو الذي اختير. لماذا؟ لأن النظم كما سبق مرارًا أنه أسهل لحفظ، وأرسخ في الحفظ، وأسرع للحفظ من النثر، وإلا النثر قد يكون أسهل من جهة الوقت، لأن مادته يمكن أن يُنتهى منه في وقتٍ يسير، ولكن النظم يحتاج لأنه بلغ إلى مائتين وأحد عشر بيتًا، وهذا يحتاج إلى وقتٍ طويل.
نشرع اليوم في ذكر مقدمة الناظم ـ رحمه الله تعالى ـ.
مقدمة الكتاب
قال الناظم رحمه الله تعالى:
أولاً: هذا المشهور أنه نظم الورقات، والمعروف أنه عنوانه، يعني ((تسهيل الطرقات في نظم الورقات)) لذلك شارحه عبد الحميد سندس قال: {لطائف الإشارات على تسهيل الطرقات في نظم الورقات في الأصول الفقهية} إذن نقول: النظم العمريطي، هذا وإن اشتهر بهذا العنوان، اسمه ((تسهيل الطرقات في نظم الورقات)).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
قال رحمه الله: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ): البسملة هذه من أصل النظم، من أصل النظم. (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ): المقدمة هذه ثمانية أبيات نختصر الشرح فيها أم نفصل؟ نختصر؟ إذا اختصرنا في نصف ساعة المتن ـ إن شاء الله ـ، وإذا فصلنا قد نأخذ غدًا أيضًا.
قال رحمه الله تعالى: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ): هذه البسملة نقول بدأ الناظم رحمه الله تعالى مؤلَّفَه بالبسملة لأربعة أمور، يرد السؤال: لم بسمل؟ نقول لأربعة أمور:
أولاً: تأسيًا بالكتاب العزيز، بالقرآن، القرآن أول ما تقرأ، أول ما تفتح الكتاب {? (? ((اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (((} [الفاتحة: 1 - 2].
ثانيًا: اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الفعلية، لأنه صح كما في ((صحيح البخاري)) وغيره أنه كان إذا كتب إلى ملوك الأرض أو غيرهم كتب: {بسم الله الرحمن الرحيم من محمد ابن عبد الله إلى هرقل}.