فهنا كانت قراءة أهم من المتن، يرد عليك {((((((((بِاسْمِ (((((((} [العلق:1]، قدم العامل {((((((((بِاسْمِ (((((((} هذا عامل، {((((((((((((((} جار مجرور متعلق باقرأ تقدم العامل على المعمول، وهنا نقول بسم الله أؤلفه لا بد أن يتأخر، نقول: القراءة هناك أهم وهنا الاستعانة، أهم فقدم كل في موضعه على حسب المقام الحصر. ما هو الحصر؟ إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه.
إذا قلت بسم الله أؤلف أي: بسم الله لا باسم غيره ففيه إثبات وهو الاستعانة، وفيه نفي وهو نفي الاستعانة عن غير الله، كقوله: {(((((((نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (((} [الفاتحة: 5]. الأصل نَعْبُدُكَ ونَسْتَعِينُكَ، قُدِمَّ ما حقه التأخير في {(((((((((((((((} لقصد الحصر، فحينئذٍ يكون معنى الآية {(((((((((((((((} ما نعبد إلا إياه. من أين أخذنا النفي هذا والإثبات؟ نقول: من تقديم ما حقه على التأخير {(((((((نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (((} أي: لا نستعين إلا بك (بِسْمِ اللهِ) أؤلف لا أستعين إلا باسمك يا الله مناسبٌ للمقام، يعني لا يكون عامًا.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) أؤلف بسم الله الرحمن الرحيم ابتدأ هذا عام، ابتدأ ماذا؟ ما تدري هذا عام؟ وأؤلف هذا خاص؟ لذلك في ينبغي أن يُقَدِّر المبسمِل المتعلَّق بحسب ما يقتضيه المقام مما جُعلت التسمية مبدأً له، فحينئذٍ الآكل يقول: بسم الله آكل، الشارب يقول: بسم الله أشرب، بسم الله أنام، بسم الله أقوم، الخ.
يقدم ما جعل البسملة مبدأ له بسم الله الرحمن الرحيم، أما المفردات البسملة فهي سبق شرحها، يعني الباء والاسم ولفظ الجلالة والرحمن الرحيم وإعرابها سبق في الملحة ونحوه.
قال رحمه الله:
قَالَ الْفَقِيرُ الشَّرَفُ العَمْرِيطِي ** ذُو الْعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ وَالتَّفْرِيطِ
(قَالَ) هذا فعلٌ ماضٍ له، إلا أنه من جهة المعنى فهو مستقبل، فهو مستقبل، ووضعه الماضي موضع المستقبل هذا وارد وكثير في لغة العرب، وارد وكثير في لغة العرب، لأن الأزمان ثلاثة ماضٍ، وحال، ومستقبل، يعبَّر عن الماضي بلفظ الماضي، هذا الأصل فحينئذٍ يدل الفعل الماضي في اللفظ على أن الحدث قد وقد في زمنٍ ماضٍ وانقطع. إذا قيل قام زيدٌ.
قام: فعلٌ ماضٍ دل على وجود وحدوث القيام من زيد في زمنٍ ماض وانقطع انتهى، هذا الأصل. ويعبر عن المستقبل بلفظٍ مستقبل وهو الفعل المضارع والأمر، ويعبر عن الحال بفعلٍ مضارع.